Tuesday 16 February 2016

أيكاروس و ديداليوس


أيكاروس و ديداليوس
كادت صخور البحر أن تتشقق من فرط حزنه
حزنه الذي أبى أن يتحطم على صخره النسيان
حزنٌ لم يعرفه أنسان
و عبراتٌ تكاد أن تغمر كل الشطآن
وأخذ يتأمل شاطئاً كان بالامس يموج بالالوان
ثم غدا من قتامته ثوباً يأبى أن يرتديه إنسان
وهو باكياً صغيره الذي كان له رفيقه في عالم الترحال
وصديقاً له ومأل وقد مضدت ذراته لآليء تسكن بحور النسيان
وصارت يعلوها الرمال
ثم ما يلبث أن يذكر كيف قضى على صغير أخته تالوس في غمرةٍ
من عنفوان
بعدما ترائى له من فنه تفوقاً و اتقان
وكيف حمل قلبه له كره ونكران
لمن كان له يوما طالبا راجيا وولهان
وكيف ألقى به في بحرٍ قد ظن أن أمواجه تفيض بالنسيان
و امتلأت نفسه بالحسرات على قلبه الذي غرق في الظلمات
والان وقد زال مجده و أنطفأت شمسه من بعد ماكان أعظم مثال
ثم تذكر ديداليوس كيف أهداه فنه النجاه من تيه الانتقام
وكيف صنع لنفسه ولايكاروس من الشمع والريش أجنحةً
ومضى محلقاً بأقدام
و تذكر كيف عصى أيكاروس أمره فمضى يحلق تارة لأعلى السماء
فتحرقه الشمس و يتساقط عنه الشمع وكيف كان يدنو تارةً من أمواج البحر
الهوجاء فيمتلئ ريش جناحيه بالماء
الى أن سقط في بحر يعصف بالهلاك
وتيقن ديدالوس حينها انها لعنات لاتصيب ألا أيادي من سوء مااقترفت
عانقتها الاشواك
وبينما تمطر سمائه حزنأ أذ بنورسٍ يهبط ويأتيه قدمأ
ثم ينظر الى ديدالوس و تتساقط من عينيه قطرات دافئات
من تالوس الذى مازال لموج البحر عاشقاً ولكل الالوان
ياسر كامل

No comments:

Post a Comment